اختلف في المعنى المراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تجعلوا بيوتكم قبورًا)) على قولين :
القول الأول: إن المعنى لا تدفنوا فيها موتاكم وهذا ظاهر اللفظ، ولكنه أورد على ذلك دفن النبي صلى الله عليه وسلم في بيته. وأجيب بأنه من خصائصه . القول الثاني: أن المعنى لا تجعلوا البيوت مثل المقابر لا تصلون فيها؛ لأنه من المتقرر عندهم أن المقابر لا يصلى فيها، ويؤيده ما جاء في بعض الطرق: ((اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تجعلوها قبورًا)). وكلا المعنيين صحيح فإن الدفن في البيوت وسيلة إلى الشرك، ولأن العادة المتبعة من عهد النبي، صلى الله عليه وسلم إلى يومنا أن الدفن مع المسلمين ولأنه يضيق على الورثة وربما يستوحشون منه، وقد يحدث عنه من الأفعال المحرمة ما يتنافى مع مقصود الشارع وهو تذكير الآخرة. وفي هذا الحديث دليل على أن المقابر ليست محلاً للصلاة ؛ لأن اتخاذ المقابر مكانًا للصلاة سبب للشرك. والحديث يدل أيضًا على أن الأفضل أن المرء يجعل من صلاته في بيته، وذلك جميع النوافل لقوله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة)) إلا ما ورد في الشرع أن يفعل في المسجد مثل صلاة الكسوف، وقيام الليل في رمضان، حتى ولو كانت في مكة أو المدينة فإن صلاة النافلة في بيتك أفضل لعموم الحديث، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك وهو في المدينة
منقووووووووووووول