أنا انظر لما يجري من اساءات لرسول الاسلام سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام هو بمثابة نصر للمسلمين و على عكس ما يعتقد البعض من فان الإساءة التي قامت بها إحدى الصحف اليمينية المتطرفة في الدنمرك من رسومات كاريكاتوريا لا تليق بشخص الرسول الكريم _صلى الله عليه وسلم_، أثارت فتنة عظيمة في نفوس المسلمين، حتى ودّ البعض أن يوغل في الرد عليهم إلى حد القتل، وغيرها.
ولكن وقفة تأمل منّا قد تجعل من هذه الأزمة انفراجة طال انتظارها، وبركة ينشرها الله _تبارك وتعالى_ بين الناس.
ويجب ألا تعمي الإساءة أعيننا عن اغتنام الفرصة، ويكفي أصحاب الرأي والهمة أن يتذكروا ما قاله _عليه الصلاة والسلام_ حينما هجاه بعض الكفار، ذاكرين اسم "مذمم" بدلاً عن "محمد" زيادة في الذم، فكان قوله _صلى الله عليه وسلم_ لصحابته الذين ساءتهم مقالة الكفار " لا تعجبون كيف يصرف الله عني أذى قريش وسبهم، هم يشتمون مذمماً وأنا محمد". رواه البخاري. فهم هنا رسموا رسومات لشخصيات وهمية في أذهانهم، وهي ليست -بلا شك- رسومات للنبي _عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم_.
دون أن ننتقص من حق الرد على هذه الإساءة، مثلما حدث حين هجا بعض الكفار رسولنا الكريم _صلى الله عليه وسلم_ فقال له حسان بن ثابت: "أتأذن لي يا رسول الله أن أهجوهم" فأذن له .